كتاب الرأي

حرية الفكر والتفكير

ليس للعقل حدود في حرية الفكر والتفكير عندما يكون مكتملا ناضجا، لأنه حينها سيرتكز على قواعد شرعية وعلى أُسس وقواعد سليمة، وسيتخذ من القرآن والسنة منهجا، يعرف حقوق الوالي التي شرعها الله ويطبقها، لا يتخطى الخطوط الحمراء، لا يقبل دخلاء يحدون من تفكيره مهما كانت قوة المفكرين بالعالم، لأن الحرية نابعة من العقل ويتبعها القلب، وهي أن الحرية نعمة من نعم الله علينا، والفكر السليم نستطيع به أن نُميز بين المعقول والغير معقول.

ولقد وجدنا من استنارت عقولهم ورأيناهم يستمعون ويسمعون ويتحاورون دون أن يفرضوا على المتلقي أفكارهم أو معتقداتهم، ويطرحون مواضيع للنقاش، عميقةٌ في معانيها وفيها بساطة الحرف الذي يسهل على العقل ترجمته وتقبله بكل بساطة واقتناع يجعلون لهم ساحة للتفكير والتجربة.
تجدهم غير قنوعين بما يخالج أفكارهم يُطالبون بالمزيد من الأدب والثقافة، تجدهم في حركة دائبة بأريحية الصدر جريئين في الحق يسمعون ويؤيدون أراءهم بكل ثقة لا يلتفتون للأقاويل المتباينة التي يرونها ستثنيهم عن معتقداتهم الفكرية الحقة، حازمين صارمين، يقاومون الباطل لا يهمهم زوبعة فكر ضال تثنيهم عن سرد الحق ووقوفهم أمام تيارات الأقلام بهيمنة الواثقين المؤمنين بما يكتبون بحرية التعبير الفكري الصريح.
إن المفكر العظيم فيه الشجاعة والجرأة لقول ما يؤمن به أو يراه وحي من الشرف بأنه مُجدِ ونافع للمجتمع حاضراً ومستقبلاً.
قال الحسن البصري: “اعلم أن التفكير يدعو إلى الخير والعمل به”
فإن الإنسان المفكر ينتج ويكون له دور حيوي يومي في الحركة اليومية للأفكار والسياسة والدين والأدب والخلق ويتميز فكره بالعمل ويؤثر سريعاً في المجتمع.

الخوف من الفكر الغربي الضال لأنه كالسوس ينخر ويدمر بدون أن تعلم مداخله.

هناك ذوي عقليات محدودة التفكير تجدهم يتخبطون بين ذاك وذاك يتبعون أفكارا هدامة دون دراية ، المهم أن تلك الأفكار وافقت ميزان ثقافاتهم المتذبذبة فهم يتأرجحون على أرجوحةٍ معطوبة، ينجرفون وراء أفكار تتغير بتغيرات من يخالطون تجدهم غير مستمعين ولا متصفحين جيدين يكتفون بعناوين الغلاف دون التصفح مجوفين كالطبل لا يفقهون ما بها.

أقلامهم متصنعة وحبرها زائف رخيص ممول من فكر غربي يطالبون بحرية الفكر والتعبير
ونحن بدورنا نطالبهم بأن يحسنُون اختياراتهم لتوجهاتهم الفكرية الحرة ولا يتجاوزون الحرية الفكرية المختزلة في العقلية الإسلامية المؤمنة بالقرآن والسنة.
أيها الكاتب : أنت حر في ألا توافق على أمور كثيرة من الأنظمة وتكتب بكل ارتياح في اعتقادك انتَ إنها لا تواكب معطياتك الفكرية
ولكنك لست حرا في أن تحول هذا الفكر والرأي منك إلى كلام بذيء أو فعل دنيء، ولن يسمح لك المجتمع في أن تمارس وتنشر فكر مدمر (كما قلت سابقاً في مقالي (تيوتبوك) ”إن جنون العقل والقلم أمران لا يجتمعان في تثقيف مجتمع؛ بل يُدَمِّرَانِه“

فإن كانت هنالك عقول لم تنضج بعد وتعيش تحت هيمنة العولمة الفكرية فلا شك أن هذه العقول الخضراء الطرية ستنغرس فيها شتلات من الفكر الضال تطالب بأفكار وحريات هدامة تخرج عن أنظمة وحقوق أمرنا الله باتباعها.
ولكي نكون مجتمعا حضاريا بكل معاني الحضارة الفكرية الإنسانية البناءة علينا أن نتكاتف وتتظافر جهودنا لغرس حب الولاء للوطن وحكامه وولاة أمره ، ونتعظ مما جرى في بقية الشعوب التي رأينا بأم أعيننا ما جرى فيها من مآسي يندى لها الجبين وتصرخ من هولها الضمائر وما ذاك إلا نتيجة الأفكار الضالة ، ولو أنها وظفت سلاح الكلمة لحماية اوطانها ومجتمعاتها لنالت أكثر مما أمَّلَت بالحكمة والسياسة وبالعقل وبالفكر وبالمنطق  الحسن

حصة بنت عبد العزيز
كاتبة و أديبة

حصة بنت عبد العزيز

‏كاتبة مهتمة بالمجال الصحفي، أرى أنه إلزاما علي، أن يكون ماأقدمه للقارئ، ثروة حقيقية يتمتع بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى